حالتا انتحار سنويا هي ما يشهده جسر الملك فهد بن عبد العزيز الذي يربط بين السعودية والبحرين وذلك منذ أن افتتح رسميا في 25 تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1986م إلى أن خلال السنوات الثلاث الأخيرة زاد المعدل عن ما كان عليه وخاصة من الجانب السعودي .
وأكد مصدر أمني في شرطة جسر الملك فهد ان حالات الإنتحار تزايدت خلال السنوات الأخيرة من قبل السعوديين، إما القادمين من البحرين بعد أن يدخلوا الجانب السعودي أو الذين يأتون عن طريق الذهاب إلى البحرين .
وقال أن نقطة حوادث الإنتحار تكون غالباً في موقعين من أعلى نقطة بالجسر والتي يصل إرتفاعها من سطح البحر إلى مائتا متر تقريبا، وذلك مما يسبب التيارات البحرية في إخفاء الجثة بالشكل سريعا من تحت الجسر ويصعب إيجادها .
وأوضح أن مع النقاط الأمنية المتواجدة طوال اليوم على الجسر والرقابة من خلال الكاميرات الموزعة في الجسر إلا انه لا نعلم بحالة الإنتحار إلا بعد بلاغ يقوم به أحد المارة ويشاهد المنتحر يرمي نفسه من أعلى الجسر بعد توقيف سيارته وكتابة رسالة بداخلها موجهة لأسرته، مشيرا إلى أن أكثر من ستون بالمائة من المنتحرين يتضح بعد العثور على جثتهم والتأكد من هويتهم أنهم كانوا يراجعون أطباء نفسيون ويزيد أعدادهم في فترة الصيف أو الإجازات بشكل عام.
وأضاف أنه من ضمن العشرات الذين انتحروا من الرجال، لم يسجل أي حالة انتحار للنساء على الجسر .
وقال مصدر في حرس الحدود بالمنطقة الشرقية أن مهمة دوريات حرس الحدود تبدأ بعد ما يتم التبليغ على حالة الإنتحار ويتم البحث عنها، مؤكداً أن غالبية الجثث يتم مشاهدتها على سواحل شاطئ نصف القمر بعد مضي أيام من الحادثة، ويتم تسليمها للجهات الأمنية المختصة لإتباع ما يلزم تنفيذه.
حواجز أمنية
وكشف موظف في مؤسسة جسر الملك فهد أن هناك دراسة منذ سنوات لدى إدارة المؤسسة لإقامة حاجز انتحار على طول الجسر لم تنته منها اللجنة المعنية حتى الآن ويتوقع تصل تكليفها إلى خمسة ملايين ريال سعودي وتنتظر اللجنة تعميدات وزارة المالية لتنفيذها .
وكانت إحصائية لإدارة التخطيط والإحصاء في وزارة الداخلية السعودية قد أعلنت عن زيادة في معدل الانتحار في المملكة العربية السعودية وذلك خلال الفترة من 1994م إلى 2006م بنسبة 185%، وقد سجلت الإحصائيات 261 حالة إنتحار خلال عام 2006م وذلك ضعف حالات الإنتحار في عام 1994م .
وبلغت محاولات الإنتحار والتي لم تنجح في عام 2006م 370 حالة إنتحار على المستوى السعودي بنسبة إرتفاع 700% عن عام 1994م .